وتعمل شركة مايكروسوفت، عملاق التكنولوجيا الذي يقع مقره في ريدموند بواشنطن، على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها بسرعة للتنافس مع شريكها القديم، OpenAI. وبحسب التقارير التي نشرها موقع The Information، فإن الشركة التي استثمرت حتى الآن مبلغًا ضخمًا يتجاوز 14 مليار دولار في OpenAI، تتطلع الآن إلى تقليل اعتمادها على هذا المجمع وتعزيز قدراتها الداخلية في مجال الذكاء الاصطناعي.
ولا تمثل هذه الخطوة تحولاً في استراتيجية مايكروسوفت فحسب، بل تعكس أيضاً جهود الشركة لتعزيز مكانتها كرائدة في مجال التكنولوجيا في ظل المنافسة المتزايدة على الذكاء الاصطناعي بين عمالقة التكنولوجيا. وقد اتخذت شركة مايكروسوفت، التي جذبت الكثير من الاهتمام سابقًا مع طرح منتج Microsoft 365 Copilot في عام 2023 واستخدام نموذج GPT-4 من OpenAI، خطوات كبيرة الآن نحو الاكتفاء الذاتي من خلال تطوير عائلة جديدة من نماذج الذكاء الاصطناعي تسمى MAI.
وقد حققت هذه النماذج، التي صممت تحت قيادة مصطفى سليمان، أحد مؤسسي DeepMind وشخصية بارزة في صناعة الذكاء الاصطناعي، أداء يقترب من أفضل النماذج من OpenAI وAnthropic في الاختبارات القياسية. وهذا يوضح أن مايكروسوفت لا تسعى إلى المنافسة فحسب، بل تنوي أيضًا تحديد معايير جديدة في هذا المجال من خلال تقديم حلول مبتكرة.
اختبار البدائل وتنويع الطيار المساعد من اجل تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي
بالإضافة إلى تطوير نماذج MAI، تقوم Microsoft باختبار خيارات أخرى، بما في ذلك نماذج الذكاء الاصطناعي من xAI وMeta و DeepSec، للعثور على بدائل مناسبة لتقنية OpenAI في برنامج الدردشة Copilot. وتهدف هذه الجهود إلى خفض التكاليف وزيادة المرونة في منتجات الشركة. وبحسب بلومبرج، تخطط مايكروسوفت لجعل نماذج MAI، التي هي أكبر بكثير في الحجم والقوة من نماذج الشركة السابقة مثل Phi، متاحة للمطورين عبر واجهة برمجة التطبيقات (API) في وقت لاحق من هذا العام. قد تسمح هذه الخطوة للمطورين الخارجيين باستخدام هذه النماذج في تطبيقاتهم، مما يؤدي إلى توسيع النظام البيئي التكنولوجي لشركة Microsoft.
ومن بين السمات البارزة لنماذج مايكروسوفت الجديدة استخدام تقنيات التفكير المتقدمة مثل "سلاسل الفكر"، والتي تسمح لهذه النماذج بتقديم إجابات بخطوات منطقية ومفهومة في حل المشكلات المعقدة. يمكن أن تؤدي هذه القدرة إلى خلق منافسة مباشرة مع نماذج OpenAI المتقدمة مثل o1. ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن التوترات نشأت بين مايكروسوفت وOpenAI؛ وخاصة بعد أن رفضت شركة OpenAI تزويد مايكروسوفت بالتفاصيل التقنية لنموذج o1. ومن المرجح أن يكون هذا قد أعطى الشركة التي يقع مقرها في ريدموند دافعًا أكبر للتركيز على قدراتها الداخلية ومواصلة مسيرتها بقوة أكبر.
ومن خلال هذه الإجراءات، لا تسعى مايكروسوفت إلى تقليل مخاطر الاعتماد على شريك خارجي فحسب، بل تريد أيضًا خلق مستقبل مستدام في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال تنويع مواردها التكنولوجية.